14.07.2023 - التركمان في بلاد الشام |
التركمان في بلاد الشام
الدكتور مختارفاتح بي ديلي
صبغة عشائرية لدى التركمان من حيث التكوين والتكتل ،والتمسك بالعصبية ، والتقاليد والعادات واللغـة الخـاصـة ، المستقرين في مختلف الألوية والأقضية في بلاد الشام . التركمان كانوا ومازالوا مستظلون براية بلاد الشام ، ومتعلقون بالوطنية الشامية ، فوق مـا لهم من الحمية الإسلامية التي صورت لآبائهم أن (أول الدنيا الشام وآخرها الشام).
فهاجروا من ديارهم الأصلية لأسباب مختلفة ، وفي أوقات مختلفة ، وجاؤوا واستقروا في بلاد الشام ،وربطوا مقدراتهم بمقدراتها ، واعتنقوا سياستها وهدايتها ، وتلقفوا لغتها إلى حد غير يسير ،مع احتفاظهم بلغاتهم وشخصياتهم القومية ، على أنهم بمرور الزمن وتوالي الاتصال ،وصائرون إلى مساهمة إخوانهم العرب في خدمة هذه البلاد ، بسجاياهم العنصرية الجميلة.
فقد كان لأسلافهم نصيب كبير في خـدمـة البلاد العربية الشامية والمصريـة لما زادوا عن حياض الإسلام ، تجاه غارات الصليبيين الأوربيين والمغول الآسيويين ، وأبلوا وقتئذ أحسن بلاء ، وسادوا وشادوا دولاً وإمارات قوية ، وخلدوا آثـاراً عظيمة في خـدمـة بلاد العرب ،ولغتها وعلومها وآدابها وتآليفها ، وفي بناء المعاقل الحربية ،والمعاهد العلمية والدينية والخيرية في أكثر عواصمها وأماكنها .
وقـد صـار من الحق أن تحمـد سيرة هؤلاء الأسلاف الميامين ، وأن يشمل هذا الحمـد الحاضرين ، وينالهم بعض الاهتمام بذكرهم ووصفهم ، وتعريف ماضيهم وحاضرهم ،أعقابهم إلى من يجهلهم من قراء العربية مازالت المعرفة أول ركن للمحبة والألفة.
الأتراك، أو “التركمان”، كما ورد ذكرهم في أرشيف الدولة العثمانية، هم أقوام آسيوية جاءوا من أواسط آسيا، وهم أولاد عم المغول، انحدروا من قبائل “الأوغوز”، إحدى أكبر القبائل التركية الـ 24، بحسب ملحمة “أوغوز كاغان”، أحد أهم المراجع عن التاريخ التركي، أو الـ 22 قبيلة بحسب معجم المؤرخ التركي الكبير “كاشغارلي محمود” ولكن وإن اختلفت الأرقام، تبقى قبيلة “الأوغوزهان”، أكبر وأهم قبيلة، انحدرت منها أهم الدول والإمبراطوريات التركية التي عرفها التاريخ، ونقصد هنا كل من السلاجقة، والزنكيين، والعثمانيين.
فعندما نذكر التركمان، لا نتحدث عن عائلة أو فخذ واحد، فهم لا ينحدرون جميعًا من ذات الفخذ، ومثال على ذلك السلاجقة والعثمانيون، فهم أولاد عم وقبيلة “الأوغوز” ، قبيلة كبيرة تضم أفخاذًا كثيرة، والتركمان هاجروا من أفخاذ مختلفة، عبر دفعات، واستقروا تدريجيًا في منطقة آسيا الصغرى، ان التركمان السوريون ينتمون من حيث السلالة الى جدهم اوغوزخان نفس المجموعة التي فيها الاتراك ويرجع اصلهم الى اسيا الوسطى والتي كانت تعرف سابقا بتركستان (اليوم جزء منها تخضع لسيطرة الصين والجزء الاخر تتشكل منه الجمهوريات الاسلامية التي استقلت حديثا – تركمانستان وقرغيزستان واوزبكستان وطاجيكستان وداغستان…الخ).
حيث كانت لهم – للتركمان – امبراطورية تمتد من منغوليا الى شمالى ايران، وفي عام 705م وصلت جيوش الفتح الاسلامي الى تلك البلاد حيث استطاع القائد الاسلامي “قتيبة بن مسلم” الوصول الى ما وراء نهر جيحون “اموداريا” في فتوحاته ونشر الدعوة الاسلامية بين القبائل التركية فقبلوها في القسم الغربي من امبراطوريتهم واعتنقوا الاسلام، ومنذ ذلك الحين اخذوا يفدون بكثرة الى الشرق الاسلامي حيث لم تنقطع سلسلة هجراتهم .
التركمان
التركمان من أكبر الشعوب الطورانية ، وهم بادية الترك ومبدؤهم ، كما الأعراب بـاديـة العرب ومبدؤهم ، لأنهم في الأصل أهل ضرع وخيام يرحلون ويحلون ، أوطانهم الأصلية في براري اسيـة الوسطى الممتدة بين جزر الخزر و بحر خوارزم ونهر جيحون ، وهم أول من أسلم من الترك في القرن الرابع الهجري ،وصاروا يدعون من ذلك الحين( تركمان ) بعـد أن كانوا في جاهليتهم يـدعـون (اوغوز )أو (غـز )بضم الغين والـزال ، كما ترى ذلـك من تواريخنا العربية القديمة ، التي كانت تذكرهم تارة باسم (غز )وتارة باسم ( الخوازرمية).
اصل تسمية هذا الصنف من الاتراك بالتركمان يرجع الى انه كل من اسلم من اتراك القسم الغربي في الامبراطورية كان يقالى له صار “ترجماناً” لكونه اصبح يجيد لغة المسلمين “العربية” ويقوم بالترجمة بين المسلمين الفاتحين وبين بقية الاتراك، حتى صار ذلك علما لهم اي لمن اسلم منهم ثم قيل بالتحريف والتخفيف “تركمان”، وهناك سبب اخر للتسمية لا يبتعد كثيراً عن سبب التسمية الاول وهي ان كلمة التركمان مركبة من كلمتن هما “ترك” و”يمان” اي الاتراك الذين اسلموا وامنوا تمييزا لهم عن الاتراك الوثنيين الذين بقوا على وثنيتهم، ومن ثم قيل بالدمج فاصبح “تركمان.
ولما أسلموا في القرن الرابع الهجري ، هاجروا نحو ديار الإسلام ، وانتشروا في شمالي غربي إيران وشمالي شرقي الأناضول ، أي في أنحاء طبرستان وتركمانستان وأذربيجان وأزرنجـان وديار بكر ، ثم بلغوا الأناضول ، وهم إذا كانوا أهل حرب وبأس ونجدة ، هرعوا للتجنـد في جيوش الخلفاء والملوك المسلمين ، وبرزوا في طاعتهم وجلادتهم ، وفي الحروب الصليبية أبلوا بلاء حسناً تحت لواء السلاطين السلجوقيين التركمان والملوك الأتابكيين والأيوبيين والسلاطين المماليك التركمان، كما فصله مؤرخـوا تلك العهد ، وشرحوا الفظائع التي ارتكبها وقتئذ بعض متشرديهم ، في أزمنة وأمكنة عدة.
والتركمان في بلادهم الأسيوية كالأعراب ، ينقسمون إلى قبائل مختلفة ، لا يتسع المجال لتعدادها ، وأشهرها وأكبرها التكة والبيديلي و يومود وألساري وأفشار وقـايي خـان التي منها آل عثمان وغيرها ، وقد تحضر هؤلاء إلا قليلاً منهم بعـد هجرتهم واستقرارهم ، في بلاد إيران والأناضول ،وأسس بعضهم دويلات على أنقاض السلجوقيين ، كإمارة ذوي الغنم البيض في أنحاء ديار بكر ، وذوي الغنم السود في أنحاء أذربيجان ، وال قرمانلر في قونية ، وأل رمضان أوغولرى في اضنة ، وال ذوي القدر (ذول قادرلى)في مرعش ، وآل عثمان في بورصة وفي استانبول وغيرهم .
ولا يزال من ذراري هؤلاء زرافات بادية ، يرحلون و ينزلون في براري ومراعي حلب وأضنة وقونية وغيرها ، كما أن منهم أناس قد تركوا البـداوة وتحضروا ، تجدهم الآن في شمالي العراق والشام ، وفي أنحاء أرضروم وسيواس ، وبعض أجزاء إيران والقفقاس ، وهم ما برحوا محتفظين بتركمانيتهم ، حتى أن ملامحهم ولغاتهم تختلف عما لدى الأناضول عـامـة واستانبول خاصة .
وعند التركمان أكثر خصائص الطورانيين وملامحهم ، فرؤوس الطورانيين كما لا يخفى هي مدورة ، ووجوههم عريضة ، ووجناتهم بارزة ، وعيونهم ضيقة ، وأنوفهم فطس ، وشفافهم غليظة ، وسحنهم صفراء سمراء ، وشعورهم سود ،ولحاهم فرقة ، بيد أن التركمان والترك بعـد أن امتزجوا وخلطوا دماءهم بغيرهم من الشعوب ، تبدلت ملامحهم هذه ، وبعدت عما لدى أبناء جلدتهم الأصليين المعروفين بأتراك التتار ، في شرقي أوربا والمعروفين بالمغول في شرقي آسيـة وأكثرهم ابتعاداً عن الطورانية الأصلية هم سكان مدن الأناضول والروملي ،المختلطين بعناصر أرية وسامية شتى منذ الفتح العثماني .
والتركمان ذوو سجـايـا وأوصـاف خـاصـة ، أبرزهـا طـول قـامتهم ، وصحـة أبـدانهم ،وسذاجة أفكارهم وأطوارهم ، وشدة بأسهم وجلدهم ، وأنهم جنود نظاميون بالطبع والخلقـة ،وهذا ما جمل خلفاء المسلمين وسلاطينهم على تجنيد عدد كبير منهم ، وقد اشتهرت الـدول والإمارات التي أنشؤوها من بعـد بسطوتها ومنعتها ، كما اشتهروا هم في كل زمان ومكان ،بفرط طاعتهم لسادتهم وكبرائهم ، وكانت لهم الآن جمهورية خاصة ضمن الاتحاد السوفياتي اسمها (جمهورية تركمانيا ) والان استقلت كجمهورية مستقلة تسمى تركمانستان أو تركمانيا وعاصمتها عشق أباد.
ولباس رجال التركمان القدماء قميص طويل ، فوقه جبة طويلة ، يشدون في وسطها زنارا ضيقاً ، وأحذيتهم جزمة طويلة ، أو نعل عـادي من جلد البعير ، أو الخيل ملفوف بالصوف ، وأغطية رؤوسهم قلنسوة بشكل المخروط الناقص تسمى قلباق ، من جلد الحملان أو اللبـاد ،أمـا نسـاؤهم يسترن رؤوسهن بمنـديـل طـويـل ، ويكثرن من التزين بالحلي .
والتركمان القدماء رحل ، يسكنون الخيام التي تدعى (خرگاه )، وهي تختلف عن مضارب الأعراب ، فهي مدورة أو مربعة ، مسقوفـة بـاللبـاد أو الحصير ، والنساء التركمانيات،هن صنـاع اليدين ، ماهرات في غـزل الصوف والقطن ، ونسج السجاد والبسط ، وطحن الحبوب ، ناهيك عن الأعمال المنزلية التي يتقنها ، ولا يتوانين عنها وأغلب التركمان في سوريا مسلمون سنیون شديد و التعلق بعقائد الإسلام وأركانه ، وهناك قسم قليل منهم علويون قزيلباش يتوزعون في العراق .
وتركمان بلاد الشام يتوزعون في محافظات وأقضية ونواحي عديدة إليك بيانها .
محافظة حلب : معظم التركمان في محافظة حلب هم من قبيلة بيديلي وهذه القبيلة إحدى أكبر القبائل التركية ومن عشائر هذه القبيلة قادرلي ,قره شيخلي ,بكمشلي وحاج علي ,غوناج ,عربلي, وايلبيلي وغيرها من القبائل والافخاد التركمانية يعيشون في قرى عديدة من أقضية جرابلس ومنبج والسفيرة والباب وأعزاز ومنبج كقرى أق طاش وتليلة وخليصة وحاجي كوسا وطـاشلي هيوك وهواهيوك وقنطرة وكربيجلي وميرخان وميرزا شهيد ونبغه وقانلي قوي وباب ليمون وساكزلار وزلف وبيلس وبوزهيوك وقبة التركمان ويغمجه وتركمان بارح وتلعار وراعل وأوخوف وأشكجي وجورتان وجوبان باي وغيرها من القرى الكثيرة المنتشرة .في محافظة حلب يوجد 145 قرية تركمانية شمال المحافظة وفي المدينة يسكنون في حي الهلك وبستان الباشا والحيدرية والاشرفية وقاضي عسكر.ويمتاز النسيج الاجتماعي في منطقة منبج مثل أغلب المناطق السورية بالتنوع في المكونات والأعراق والقوميات، وتعتبر المدينة مثالاً للعيش والثقافة والمصير المشترك، ويشكل المكون التركماني أحد المكونات الأساسية للمدينة وريفها مع العرب والكرد والشركس.
محافظة حماه : (مصياف وسلمية) حوالي 30 قرية تركمانية هناك في ناحية الحميري غربي حماة قريتا عقرب وطلف . محافظة اللاذقية : في قضاء مصياف في ناحيـة حـذور قرى حرمل وحوير وبيت ناطر ، وفي قضاء اللاذقية قرى ناحيتي الباير والبسيط والساحل كبرج إسلام والصليب وكبلية وسراري وكبرة وجقورجاق وقولجوق وكبير وشمر وران وقبقلية ويامادية وكشيش وبدروسية وفاقي حسن وعيسى بكلى وبوزا وغلان وغيرها . في مرتفعات الباير يوجد 70 قرية تركمانية مع حارتين للتركمان في مدينة اللاذقية علي الجمال ورمل الشمالي. محافظة حمص : ذات الأكثرية من أصول التركمانية في المدينة بنسبة 65% وفي الريف حوالي 57 قرية تركمانية وفي ناحية الوعر غربي حمص قرى برج قعيـا وقـزحـل وأم القصب القطا والزيبق وخربة التين محمود وخرخر والدار الكبيرة. محافظة دمشق : 5 قرية تركمانية وفي المدينة ذاتها تتوزع مجموعة من التركمان في المناطق التي يسكنها نازحو الجولان حي القدم والبرزة وحجر الأسود وسيدة زينب، والذين فقدوا أراضيهم في مرتفعات الجولان بعد نزوحهم منها عام 1967.في قضاء قلمون قرية قلدون . محافظة قنيطرة الجولان :محافظة قنيطرة المحتلة 20 قرية تركمانية.وهي في الأصل من الجماعة التركمانية التي كان عددها خمسة آلاف نسمة ،وكانوا يتوزعون على القرى الجولان في عين عائشة ورزائية وضابية وأحمدية وحسينية وحفر وعين سمسم وكفرنفاخ وقادرية وعليقة وسنديانة ومغير محافظة إدلب : حفسرجه والتي تتبع لناحية أرمناز في منطقة حارم يبلغ عدد سكانها أكثر من 4,287 نسمة في عام 2004 وكذلك جسر الشغور، تقع على نهر العاصي ويقدر عدد سكانها 44,322 نسمة حسب إحصاء عام 2010 وفيها جامع التركمان التي شيدت في عهد العثمانيين في حارة للتركمان في مركز المدينة الى جانب ذلك توجد بعض القرى التركمانية سكانها استعربوا ولكن سكانها مازالوا يفتخرون بأصولهم التركمانية من قبيلة بكمشلي فخد حاج علي. محافظة حوران : درعا 13 قرية تركمانية قرية براق في قضاء إزرع شمالي اللجـا ، وهؤلاء أشتات من أتراك الأناضول المتحضرين والقادمين منذ نصف قرن أو أقل. محافظة الرقة :تل أبيض والقرى التركمانية حوالي 20 قرية أكبرها حمام التركمان والدادات. محافظة طرطوس: 5 قرية تركمانية. في الجمهورية اللبنانية : في قضاء عكار ؛ قرى دوسة وكواشرة وعيدمون وجديدة. شرقي الأردن : في قضاء جرش قرية الرمان وفي قضاء عمان عيون الحمر. والتركمان يتوزعون في تجمعات سكنية من طبيعة مدنية وأخرى تجمعات ريفية، ويمتهن التركمان من سكان الريف الزراعة وتربية الحيوانات ،فيما يغلب العمل الحر والاشتغال بالوظيفة العامة بالنسبة للتركمان المقيمين في المدن ،وبخاصة المقيمين في دمشق كما هو الحال أن معظم هؤلاء التركمان امتهنوا الرعي في فترات سابقة ،لكنهم استقروا واخذوا يمارسون الزراعة وتربية الحيوانات في الريف. لا يعرف أحد التاريخ الحقيقي الذي جاء فيه تركماننـا إلى بلاد الشام ، حتى ولا التركمان أنفسهم الذين تتضارب أقوالهم في كل مكان ، ويظهر أن مجيئهم إلى بلاد الشام حدث على مرتين :
الأولى قبـل الفتح العثماني بعدة قرون ، في عهـد الـدول الأتـابـكيـة والنورية والصلاحية ، فقد ذكر التاريخ أن الأتابك عماد الدين زنكي سير منهم إلى الشام ، وأسكنهم في ولاية حلب ، وأمرهم بجهـاد الصليبيين ، وملكهم كل ما يستنقـذونـه من بلاد للصليبيين ، وذكرت أن نور الدين زنكي التركماني وصلاح الدين أسكنـا كثيراً من أبناء جلدتها وأخـلافـه من التركمان والأكراد في سـاحـل الشـام وداخلـه ، وعمل مثلهم الظـاهر بيبرس من قبيلة قيبجاق التركماني السلاطين الماليك التركمان .
كان قسم عظيم من جند المسلمين في تلك العهود من التركمان ، فتـديروا البلاد ، واستعرب كثير منهم وذاب في البوتقة الشامية ، وظل قليلهم على تركمانيته الصرحاء ، ومن هؤلاء تركمان لواء الأسكندرون وتركمان أقضية الباب وجرابلس وأعزاز وسهل العمق القريبين إلى الأناضول منذ القديم ، ولعل من هؤلاء تركمان نـاحـيـة حـذور في قضاء صافيتا ، الذين ينسبون أنفسهم إلى عشيرة قـايي خـان ،ويزعمون أنهم بعـد غرق سليمـان شـاه جـد آل عثمان في الفرات لم يلحقـوا بـأبـنـائـه إلى الأناضول ، بل زحفوا جنوباً وتديروا الناحية التي هم فيها ، ومما يؤيد دعواهم جملة وردت،في تاريخ الصالحية لابن كنـان ( ص 94) في ذكر ما حل بعشيرة قـايي خـان بعد موت رئیسهنـا سليـمان شـاه قـولـه : وتفرق من معه من التركمان في أطراف البـلاد وذراريهم موجودون رحالون نزالون .
والمجيء الثاني الـذي هـبـط فـيـه التركمان المناطق العربيـة كحماة وحمص والجولان واللاذقية حدث بعد الفتح العثماني خلال القرن العاشر والحادي عشر والثاني عشر ، وظل مستمراً في فترات متقطعة حتى أوائل القرن الثالث عشر ثم توقف ، قيل إن الذي أتى بادئ ذي بدء هو السلطان سليم العثماني لما فتح الشام في سنة 922 هـ جلب معه منهم بضعة آلاف واشتركوا جميعاً في معركة مرج دابق ، فكافأهم بإسكانهم في البلاد المفتوحة ،ليؤلفوا فيها نوعاً من القطع العسكرية المكلفة بحفظ الأمن ، ثم اقتـدى بـه أخـلافـه من السلاطين والوزراء ، فصاروا كما رأوا النصيرية في غربي حماة وحمص يعكرون صفو الأمن ، وكلما سمعوا بـأن البـدو وخـاصـة الموالي في جنوبي حلب ، والفضل والسردية في جنوبي دمشق ، يستبيحون حمى المعمور ، أو يقطعون السابلة ، أو يهاجمون ركب الحج .
كانوا يجلبون من عشائر التركمان الضاربة في سهول أضنة وقونية وأيـدين ويمنحـونهـا قرى وضييعات من التي خلت من ساكنيها ، بسبب حوائج الأوبئة أو الفتن غير المنقطعة في تلك العهود ، ويوطدون سطوتهم بها ، إلى أن استغنوا عنهـا بجنـد الـدرك والنظـام الإصلاحات التي شرع بها السلطان عبد المجيد في سنة 1255 هـ، بعد هذا ويبدو أن تركمان بلاد الشام هم من عشائر مختلفة ، نسيت أسماؤها ومنابتهـا على طول العهد ، لكن العارفين ينسبون تركمان أقضيـة تل كلخ وعكار وصـافـيتـا وحمص وحماة والجولان في الغالب إلى قبيلة أفشار التركمانية الكبيرة الضاربة حتى الآن في قلب الأناضول ، حول سيواس وأنقرة ، لأنهم يماثلون رجـال تلك العشيرة ونساءهم ، في صحـة الأبدان ، وجمـال الوجوه ، وتقارب اللهجات.
بينما ينسبون الذين في ناحيتي الباير والبوجاق والبسيط في شمالي اللاذقية إلى تركمان أرضروم وأرزنجان في شرقي الأناضول وتركماننا ماعدا الذين في شمالي حلب واللاذقيـة قـد استعربوا ، في اللغة والأزياء ،فلبسوا الكوفية والعقال ، والقنباز ، واكتسبوا أكثر العادات القروية الشامية ، بحيث صار الغريب لا يميزهم عن أبناء البلاد الأصليين ، إلا إذا حـدج في وجوههم وعيـونهم ، وأصغى إلى أحاديثهم فيما بينهم .
يجدهم مابرحوا محتفظين بملامحهم الطورانية ، وبلغة تركيـة قـديمـة سقيمة ،مخلوطة إلى حد النصف بكلمات ومصطلحات عربية عامية ، وجميعهم بعد أن كانوا لمضي قرن أو أقـل ذوي سلطـة وثروة غير يسيرتين ، ولكن بعد مرور فترة طويلة طغى عليهم البؤس والفقر ،وهم أنــاس على الفطرة شجعان ، وعلى الحكم والبلـواء صـــابرون ، ولأوامر الحكام طائعون ، وللنظام حافظون ، وهم في كل مكان ذوو صلاة حسنة مع جيرانهم .
قـد بـاتوا الآن خلافا لسجاياهم القومية القديمة يعرضون عن التطوع في الجنـديـة ، وعن العمل في الـوظـائف الحكـوميـة ، حسبهم الانصراف إلى حرثهم وزرعهم ، وضرعهم ونسجهم دون غيرها ، وهم نظيفوا المسكن والملبس ، ونساؤهم جميلات التكوين والخلق في الجملة .
ولبعض التركمان عناية واختصاص بصناعة السجاد ، وأشهر المشتغلين بذلك وأحذقهم هم تركمان قرية عيدمون في قضاء عكار والحزازرة القاطنون في ناحيـة حـذور من قضـاء صـافـيتـا ، وقد ظل هؤلاء مستقلين بهذه الصنـاعـة قروناً ، إلى أن تلقفها منهم جيرانهم النصارى ، وأتقنوها إتقان التركمان لها .
وكان التركمان يحصلون من السجـاد أرباحاً وافرة ،لرواج سوقه في الأيام الماضية ، قبل نصف قرن ، إلى أن كسـد منـذ أن دخـل السجـاد العجمي الفاخر وانتشر ، وكان السجاد التركماني لا يفقد شيئاً من رونقـه ومـتـانتـه ولـونـه يضاهي المخمل ، وكان الغالب صنع السجادات المربعة ، إلى إن بطلت هذه ، واستعاضوا عنهـا بمـا يـدعـونـه ( قيـاسـاً أو ليـانـا ) ، وهو مستطيل بعرض متر ونيف ، وطوله حسب الطلب .
وتركمان قضاء الجولان يعنون بـالضرع عنايتهم بالزرع ، تبعاً لطبيعة أراضي هـذا القضاء ، وهم يقضون الربيع في خيامهم التي يضربونها حول قراهم ، وفي الشتاء يأوون إلى دورهم الحجرية ، وقراهم في الجولان منبثة بين الأوعار والحجارة السود المنحدرة نحو وادي الشريعة ، كالقرى التي لأقاربهم في حمص وحماة المنبثة بين أوعـار غربي العاصي ، وتركمان الجولان ذوو سمعة طيبة وألفة حسنة مع جيرانهم العرب والشركس ، وكبيرهم هنـا هـو فـائز أغا بن محمود آغا ، ومحمود هذا أخو موسى آغا خليفة الذي كان زعيم تركمان الجولان سابقاً وذا سطوة وثروة كبيرتين في عهده .
ومن( تركمان سـواديـة ) تمييزاً لهم عن التركمان البيـاضيـة المستقرين في قرى حمص الغربيـة ، أو لعلهم في الأصل من التركمان ذوو الغنم السود ( قره قيو نلو ) ، وهؤلاء السوادية يشتـون في براري حمص الشرقية والجنوبية ، حول قرى القنيـة وحـولايـا وحمام أبي رباح وحسيـة والقصير ، ويقيظـون في جرود بعلبـك وربما بلغـوا زحلـة ، وقد لقيتهم مرة ذاهبين إلى حوران للعمل في رجـاد الـزروع ، وهم يتقنـون صنـع اللبن الرائب ، كما يتقن التركمان البيـاضيـة صنع الجبن التركماني ، والاثنان مشهوران في أسواق حمص والقنيطرة .
كما يتقن تركمان غربي حماة صلع القشطة الجامدة المعروفة في أسواق حماة بالبيرت أغا ومثل هؤلاء التركمان السوادية الرحل عشيرة التركمان الضاربة في شمالي الرقة ، لكن هذه قد استعربت بالمرة ، ولم يبق لها من التركمانية إلا الاسم ، ومثلها في الاستعراب التـام العشيرة المسماة بالتركمان في مرج ابن عامر في حيفا من أعمال فلسطين.
أما تركمان أقضية حلب الشمالية فهم لم يستعربوا ، ولم تتحول أفئدتهم وأبصارهم بعـد من الشمال إلى الجنوب ، لإهمال المسؤولين عندنا تعليمهم وتوجيههم ، وهم مقيمون ومزارعون في قراهم المذكورة آنفاً ، التي قسم كبير منها من أملاك الدولة ، وقسم لملاكين حلبيين كآل المدرس وآل الجابري وآل الرفاعي وآل النبكي ، وهم ممتدون في حـدودنـا الشمالية من نهر السـاجـور حتى جبـل الكرد في عرض عميق ، ويرأسهم هنـا نعسان آغـا بن كال محمد بن مصطفى باشا المقيم في قرية بلوة ميرخان .
وتركمان شمالي اللاذقية أيضاً كتركمان حلب في عدم الاستعراب والاسترشاد ، نـاهـيـك بماهم عليه من حرمان الثقافة والنبـاهـة ، وفرط التواكل والخمول ، وحكومة اللاذقية تضن عليهم بالمدارس والملاجئ الصحية ، ورؤساؤهم ( أغواتهم ) الاقطاعيون ، يستغلون هذه الحالات ، ويزيدونهم إمعاناً بها ، وعدد هؤلاء يقدر بـ 25000 نفس .
الجنرال جـاكـو وصف التركمان في كتـابـه أنطاكية ج 2 ص 523 فقال : التركماني قوي البنية ، صبور قنوع ، وله مشية خـاصـة تنم عن غرور وخيلاء ، وأصغر ملاك في قرى التركمان يلقب بالآغا ، وغالب هؤلاء الأغوات يزدرون الأعمال اليدوية ، ويسلمون مزارعهم إلى الفلاحين العلويين ، ومن ثم صـارت أملاكهم تنتقل رويدا رويدا الى ارمن كسب ومسيحي اللاذقية.
خصوصيتهم في العادات والتقاليد فلم تكن كبيرة اذ لم يظهر التميز إلا في جوانب محدودة أغلبها اجتماعية : فقد كانوا (و خاصة الامراء منهم ) يتزوجون من امرأة واحدة فقط فلا يعرف عندهم الضرة و لا الشريكة.والمرأة تتمتع بشخصية قوية ومكانة مرموقة لما تتحلى به من صفات العفة والحرص على الرباط الاسري فلا تطلب المرأة التركمانية الطلاق ولا تتزوج بعد وفاة زوجها وتربي أطفالها على الاخلاق الحميدة.و الزواج يتم عادة بأن تطلب عائلة الفتاة مهراً من عائلة الشاب وإذا كانت العائلات متحابة تخطب أولاد بعضها البعض و هم لم يزالوا أطفالاً رضعاً, وتتم الخطوبة بأن يضع الرجل خاتمه الخاص في إصبع الفتاة، وهي بدورها تقدم لخطيبها قميصا لونه أحمر تخيطه بيديها ليلبسه الشاب في ليلة الزفاف.أما في العرس كان هناك تقليد رمي السهام على خاتم العريس من قبل الأصدقاء, هذا وإن العريس كان يحدد مكان ليلة الدخلة بواسطة رمي السهم من قوسه.
والعلاقات الأسروية تتجلى بأن تصرفات الأباء تجاه أولادهم كانت تتصف بالشفقة و المحبة , أما الاحترام للأم فكان يعبر بكل مناسبة و يقال بأن" حق الأم, هو حق الله".ولديهم طريقة خاصة لإلقاء التحية فيما بينهم وذلك بإيماء الرأس الى الأسفل ووضع اليد اليمنى على الصدر.
من الصعوبة تكوين فكرة واضحة حول الزي الخاص عند التركمان ولكن يجري الحديث عن أن رئيس البوز- أوق المدعو أوروز قوجه كان يرتدي عباءة مصنوعة من فرو الماعز الذكر. لكن كلهم كانوا يرتدون في الشتاء ألبسة جلدية دون ارتداء الفراء المصنوع من جلد الماعز.أما الأحذية فكانت عبارة عن جزم طويلة العنق (أديك) و جزم قصيرة (سكمان).وفيما يخص غطاء الرأس فإن الرجل يضع فوق رأسه قبعة تدعى(قلبق) ، فيما تضع المرأة قبعة مستديرة تدعى الفوتور، يتدلى منها قماش مطرز بعرض ثلاث أصابع .
والادب والشعر من أبرز معارف التركمان، وجل شعراء القرنين الثامن عشر والتاسع عشر من قبيلة غوكلن التركمانية، ويرجع ذلك إلى أنها قد أخذت في حياة الاستقرار قبل غيرها من القبائل، وفي طليعة هؤلاء الشاعر مخدوم قلي ووالده دولت محمد ملاَّ آزادي.و ظهر من بين التركمان علماء في اللغات، كان من أشهرهم محمود بن الحسين الكاشغري الذي ألف أول معجم عربي تركي سماه “ديوان لغات الترك”، وقد أخذ معلوماته عن أنسابهم وأحسابهم من الأمير إينانج الذي كان من أسنِّ القوم وأعرفهم بأنسابهم. كما صنف بعضهم في التاريخ، وحوى كتاب “ملك نامه” أخبار التركمان والسلاجقة.
وبعض النظر عن أعدادهم الدقيقة، فإن الأتراك المتحدرين من الغزّ والقاطنين في الشرق الأوسط قد يصعب القول أنهم أقلية بالمعنى المعتاد للتعبير الديموغرافي (المتعلق بالتعداد السكاني)، كما لا يمكن القول أنهم اندمجوا في العالم العربي؛ بل يمكن القول أنهم جزء أساسي من فسيفساء الشرق الأوسط والتي لا يمكن اكتمالها بغيرهم وسيظلون كذلك. فهم لم يعيشوا جنباً إلى جنب مع العرب والأكراد وغيرهم من المجتمعات لقرون عديدة فحسب، بل وتزاوجوا وتناسبوا معهم وتشاركوا معهم اللغة والثقافة وتاريخ المنطقة؛ وبالتالي ساهموا في إغناء الحضارة والتراث الذي تشترك فيه جميع شعوب الشرق الأوسط. في بدايات القرن العشرين، وبعد انفصال الدولة العثمانية عن سوريا، وبعد الحرب العالمية الأولى، منحت تركيا ضمانة تخص تركمان سوريا من خلال اتفاقية “أنقرة” عام 1921، أي حصلت على ضمانة تخص ضم القرى التركمانية، دون التطرق للحدود السورية أبدًا.وفي أعقاب معاهدة “لوزان” عام 1922، وعندما رُسّمت الحدود السورية- التركية عام 1923 تم اعتماد الحدود الموضحة في اتفاقية أنقرة، رغم محاولات القرى التركمانية للبقاء داخل الحدود التركية، إلا أن ذلك لم يجدِ نفعًا، وبذلك بقي قسم كبير من التركمان في سوريا، ولم ينضموا إلى أبناء جلدتهم، وأصبحوا تركمانًا سوريين، ومنحوا الجنسية السورية.اندثرت الثقافة واللغة التركية لدى قسم من تركمان سوريا، وذلك بسبب سياسة الاستيعاب (التعريب) مع بدايات القرن العشرين، بعد الحرب العالمية الأولى ونهاية الحكم العثماني في المنطقة وبالتزامن مع الانتداب الفرنسي، إذ تم منع اللغة التركية، وحُمّل التركمان تبعة خسارة العرب لأراضيهم، وبذلك تعرّب التركمان الذين يشكلون الأقليات في بعض مناطق سوريا وأصبحوا عربًا مع الزمن، أما المناطق التي يقطنها عددٌ كبيرٌ من التركمان، فحافظوا على صفتهم وهويتهم التركية، وتابعوا استخدام لغتهم.لم يعتبر النظام السوري “التركمان” أقلية، لذلك لا يمكن معرفة أعدادهم بدقة عند العودة إلى سجلات النفوس، فهم سجّلوا على أساس ديني كونهم مسلمين، كما لا توجد إحصائية رسمية حسب التصنيف العرقي للسكان في سوريا.يشير كتاب “الصراع لأجل السلطة في سوريا” للكاتب “نيكولاس فان دام”، والذي يعد أحد أهم الكتب التي تطرقت لتعداد التركمان في المنطقة، إلى أن نسبة التركمان السوريين تشكل 3% من التعداد الكلي للسكان ، ويقدر عددهم بـ 484 ألف نسمة من أصل ما يزيد على 16 مليونًا، بحسب أرقام عام 1997، كما تشير بعض المراجع إلى أن التركمان بين من يعلمون بأصولهم التركية ومن لا يعلمون، وفي مختلف مراكز وجودهم، تتراوح أعدادهم بين 3- 3.5 مليون تركماني.
الخاتمة
بالرغم من الظروف الاستثنائية التي مرت بها مناطق والتي يمكن وصفها بالظروف القاهرة حيث تم فيها على الدوام استبعاد مكوناتها من المساهمة في ادارة شؤونها حتى ضمن الكيانات التي تم احداثها دون ارادتهم قسرا بالرغم من ذلك بقيت المكونات محافظة على الطبيعة المتآخية للعلاقات فيما بينها والتي كانت قائمة على اساس الانتماء المتساوي للأرض والوطن بالرغم من التباين الاثني والعرقي القائم . وقد حاولت الانظمة القومجية العربية المتعاقبة إحداث تغييرات بنيوية في طبيعة التركيبة الديموغرافية السائدة في المناطق السورية وخاصة في الشمال والشرق السوري عن طريق التهجير القسري تارة وتغيير الاسماء والمسميات المحلية تارة أخرى الا أن اصرار المكونات في الحفاظ على خصوصياتها ذاتياً ظفرت في نهاية المطاف وما زال التعايش المشترك سمة تتميز بها هذه المناطق بين العرب والتركمان والاكراد والسريان والشركس وغيرهم ، وقد استطاعوا سوياً بناء علاقات اجتماعية متوازنة اضفت المزيد من الاستقرار على تفاصيل حياتهم وباتوا يتلمسون المخاطر قبل وقوعها الى جانب بناء شراكات اقتصادية هائلة في قطاع الزارعة والصناعات المتعلقة بها ولا اعتقد أن مسار الاحداث مهما استدارت سوف تكون قادرة على التأثير في مستقبل الشراكة المجتمعية القائمة وستدوم هذه الشركة ما داموا قادرين على صناعة المستقبل معاً . حين يحاول المرء المرور بتلك المناطق ولمسافة قصيرة سوف يلاحظ دون أدنى صعوبة وجود قرى وتجمعات تركمانية الى جوار تجمعات سكانية عربية واخرى كردية خصوصاً في الجانب المتاخم لحدود تركيا الى جانب وجود تجمعات كبيرة مشتركة كما هو حاصل في مراكز المدن مثل مدينة الباب واعزاز ومنبج وجرابلس وعين العرب وإدلب والسفيرة وفي ساحل اللاذقية وبعض المناطق في ريف حمص وحماة وكذلك الجولان وفي الرقة وريفها في تل الأبيض وبغض النظر عن الاسباب التاريخية التي أحدثت هذا التداخل لكنها شكلت مع الزمن واقعاً ملموساً تقبلها الجميع ومهدت للتعاطي معها في اطار ادارة تلك المناطق والسعي في إعادة بناء دولة سورية المنشودة ، ولا أعتقد أن من يخالف ذلك يكون على صواب فقد تم صياغة التاريخ دون ارادتنا جميعاً واستوعبت الجغرافية احلامنا معاً لذلك من الصواب ان نسعى جميعاً الى إعادة صياغة الواقع على انقاض ما سلف ونلملم جراحنا بحيث يشعر الجميع على أنهم ورثة لهذه الحالة على نفس القدر وعلينا كمجتمع سوري بكل أطيافهم من عرب وتركمان وكرد وسريان وشركس الاستمرار العيش سوياً على السراء والضراء مهما كانت الاوضاع. على العموم في النهاية وبغض النظر عن نسبة كل مكون من مكونات الفسيفساء المجتمع السوري في كل بلدة وقرية ومدينة سوف تبقى السمة المميزة لتاريخ تلك المناطق هي التوافق والانسجام وسيجري التمهيد مستقبلاً في استمرار التعايش على نفس الوتيرة مع تمتع الجميع بحقوقهم وفق دستور جديد يتم اعداده في اطار سوريا موحدة . من الصفات التي يتميز بها التركماني هو احترام الآخر وحب الضيافة ، والبعد عن التعصب العرقي و الديني و تظهر بشكل واضح لدى عادات التركمان في القرى التي توارثوها أباً عن جد، فالتركماني يُنشئ أولاده منذ الصغر على حب الوطن و احترام الكبير، والوفاء للصديق وعدم المهابة من العدو. المصدر
كتاب عشائر الشام للكاتب أحمد صفي زكريا
كتاب اسكان العشائر في عهد الامبراطورية العثمانية الاستاذ فاروق زكي مصطفى باشا.
تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر : قارة آسيا د الجزء الأول: 1492-1980 .إسماعيل أحمد ياغي و محمود شاكر.
تاريخ التركمان/ الدكتور محمود نورالدين 10- الاقليات في الشرق الاوسط/ فايز سارة- عرض وتلخيص نصرت مردان.
قارداشلق – مجلة الاخاء : مقالة للدكتور مختار فاتح بي ديلي بعنوان جذور التركمان في بلاد الشام عدد 1و2 ص 26 ...
تاريخ دول الاتراك والترك : كامران كورون ص33.
|
BLOG