BLOG
22.01.2021 - انتهى النزاع طويل الأمد بين الاشقاء في أذربيجان و& |
انتهى النزاع طويل الأمد بين الاشقاء في أذربيجان وتركمانستان
بقلم الدكتور مختار فاتح بيديلي
وقعت حكومتا أذربيجان وتركمانستان على مذكرة تفاهم فيما بينهما بشأن البحث والاستكشاف المشترك عن الغاز وتطوير الموارد الهيدروكربونية لحقل دوستلوق ( الصداقة )في بحر قزوين.
وقع المذكرة التفاهم وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيرموف ووزير الخارجية التركماني رشيد ميريدوف في حفل توقيع وحضره رئيس الأذربيجاني وتركماني إلهام علييف وقربانقولي بيردي محمدوف عبر الفيديو.
طبعا كانت هناك خلافات طويلة الامد بين البلدين الشقيقين أذربيجان وتركمانستان كانتا تتجادلان حول هذا الموضوع لسنوات عديدة.
تقع حقل دوستلوق ( الصداقة )في بحر قزوين على الحدود البحرية بين البلدين ، أطلقت عليها تركمانستان اسم "سردار" وأذربيجان "كاباز". كانت تعتبر كل من تركمانستان وأذربيجان أن المنطقة التي يقع فيها الحقل هي أراضيه البحرية.
أخيرًا ، توصل البلدان الشقيقان إلى قاسم مشترك فيما بينهما وأطلق على الحقل اسمًا مشتركًا - دوستلوق اي "الصداقة".
تقدر احتياطيات الحقل من النفط والغاز بـ 100 مليون طن ، ويقدر الخبراء أنه يمكن استخراج ما لا يقل عن 50 مليون طن من هذه الاحتياطيات.
إن توقيع المذكرة حدث تاريخي بلا شك ، ولكنه أيضا ذو أهمية كبيرة في تطوير استراتيجية النفط والغاز لأذربيجان ولتركمانستان.
انتهاء الخلاف بين البلدين تخلق فرصًا جديدة لتنفيذ مشاريع الطاقة والنقل والاتصالات في منطقة بحر قزوين وإشراك المستثمرين الأجانب في هذه المشاريع ، فضلاً عن تعزيز إمكانات النقل والعبور في أذربيجان...
طبعا نجد بعد حل وضع مشكلة حقول الغاز زالنفط في بحر قزوين بين البلدين الشقيقين، يمكننا القول بانه لم يبقى اية مشكلة أمام مشروع تصدير الغاز التركماني عبر قزوين الى تركيا ومن ثم الى اوروبا، وانحسر او بالاحرى زال تدخل ايران و روسيا في هذه العملية المعقدة منذ استقلال تركمانستان من الاتحاد السوفيتي كانت روسيا وايران تحاصران وتعرقلان جمهورية تركمانستان والتي تعد رابع دولة في العالم لانتاج الغاز الطبيعي بعدم تصدير الغاز والنفط لاوروبا عبر بحر قزوين مرورا من الاراضي الاذربيجانية وصولا الى تركيا ومنها الى اوروبا ..
هناك عاملان بارزان في التعاون بين اذربيجان وتركمانستان هما.
اولا عامل الطاقة:
- تركمانستان تحتل المرتبة الرابعة عالميا من حيث احتياطي الغاز الطبيعي بعد روسيا وإيران وقطر و لديها 9٪ من احتياطي الغاز العالمي.
كانت روسيا السوق الرئيسي لتصدير الغاز الطبيعي لاوربا ، وكانت موسكو وطهران تحددان حجم وسعر الغاز التركماني لتصديرها للخارج عبر اراضيها,من ناحية أخرى ، دخلت عشق أباد بنفطها وغازها الطبيعي الى الأسواق جنوب شرق اسيا وخاصة الصين وافغانستان وباكستان والهند ،ولكن كانت تركمانستان رغبتها الرئيسية تنويع الأسواق العالمية والدخول الى الاسواق الأوروبية ؛ وكانت روسيا تعرقل ذلك لانها تسيطر على السوق الاوروبي ولاتريد منافسا قويا لها كتركمانستان في السوق الاوروبي..
- بما أن كمية الغاز الأذربيجاني المصدر الى اوروبا لا يكفي لاحتياجات الأوروبية لذلك كانت تعتمد على الغاز الروسي بكميات كبيرة . طبعا فمن المهم الان إيصال موارد الطاقة من تركمانستان الى دول آسيا الوسطى الاخرى وكذلك إلى رابطة الدول المستقلة اذربيجان وجورجيا وارمينيا والى تركيا ومنها الى الدول الاوروبية . يمكن لتركمانستان في البداية أن تصدر ما بين 10 إلى 30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى باكو عبر ناقلات الغاز المضغوط ، وبعد ذلك سوف تمد خطوط أنابيب من قاع بحر قزوين.
ثانيا عامل السياسي:
- بدخول الغاز التركماني الى السوق الأوروبية ، تستطيع عشق أباد تنويع تصدير مواردها من الطاقة الغاز والنفط في الاسواق العالمية ,وكذلك تطوير علاقاتها السياسية على شتى الاصعدة مع دول الاوروبية .
- إلى جانب وصول موارد الطاقة التركمانية الى السوق الأوروبية ، امكانية وصول موارد الطاقة الاذربيجانية الى جنوب شرق اسيا حيث تتمتع أذربيجان بإمكانيات عالية للوصول إلى السوق الصينية النامية في العالم الجديد وذلك بانشاء خط الأنابيب الرئيسي بين آسيا الوسطى والصين ؛
- تتنامى المزيد من الفرص التقارب في الاتجاه السياسي والاقتصادي بين تركيا وجمهوريات اسيا الوسطى التركية اذربيجان تركمانستان كازاخستان اوزبكستان قيرقيزستان حيث تجمعهم الاصول العرقية والدينية والتاريخية بعد فتح ممر ناختشيفان الاذربيجانية ،في الاتفاق الثلاثي بين روسيا واذربيجان وارمينيا بعد حرب تحرير قره باغ الثانية بين اذربيجان وارمينيا .
- تتزايد أهمية مشروع ممر"الحزام والطريق الواحد" والذي سيغير المشهد السياسي والاقتصادي في العالم , ابتداءا من الصين مرورا بدول اسيا الوسطى وأذربيجان وتركيا وصولا الى اوروبا. |