
اسكان العشائر في عهد الامبراطورية العثمانية للكاتب التركي جنكيز اورهونلو
الاستاذ فاروق مصطفى
يتم عموما التعرف على تاريخ الامبراطورية العثمانية من مطالعة سلسلة الوقائع السياسية والعسكرية . يعتبر موضوع الاسكان والتوطين احد المواضيع التي يجب دراستها وبذلك نستطيع ان نكشف كيف تشكل التاريخ الاجتماعي للامبراطورية العثمانية وان نعرف العوامل البشرية للانتشار والتوسع وكيف انقلبت الاراضي الجرداء الى اراض معمورة بعد فترة قصيرة وكيف تمت الاستفادة من مختلف اساليب الاسكان في التتريك البقاع المفتوحة حديثا وما هو مصير الفاتحين الاصلاء للبلدان المفتوحة بعد ان اكملوا مهماتهم العسكرية . ان سياسة الاسكان التي اعقبت عصر تاسيس الامبراطورية العثمانية وعصور التوسع والانتشار لم تكن موضوع بحث ودراسة مع ان الامبراطورية العثمانية كانت عرضة لتغيرات كثيرة في كافة المجالات محكومة في ذلك بظروف كل عصر .وهكذا برزت سياسة الاسكان كنتيجة فرضتها الظروف0 فمن اهم التغيرات التي طرات على الامبراطورية العثمانية ان الاضطرابات الاجتماعية هدمت القرى وشتت الفلاحين الذين يشكلون القاعدة الاساسية للبنية الداخلية للمجتمع .وكان اهم مايهم الدولة العثمانية المعتمدة اساسا في اقتصادها على الزراعة الرسوم التي تجنيها من الفلاحين القاعدة الاساسية للمجتمع .لكن هؤلاء الفلاحين الذين ما عادوا قادرين على الزراعة نتيجة تخريب اراضيهم خرجوا من دائرة المنتجين دافعي الرسوم وامام هذا الخطر وجدت الحكومة نفسها وجها لوجه امام مسلة اسكان داخلي.وكانت احدى التدابير المتخذة لاعادة اعمار القرى هي المباشرة بتوزيع القرى وذلك باعطاء القرية لمن يطلب تعهدها شريطة ان يجلب سكانا من خارج المنطقة لاستيطانها واعمارها واستصلاحها واعادة استثمارها زرعيا وان يدفع المبلغ المقطوع المذكور في دفتر المالية الى الشخص المسؤول عن تلك المنطقة.كما نلاحظ ان سياسة الاسكان العثمانية في القرن السابع عشر كانت تهدف الى اعادة تعمير البنية الداخلية .وان اهم صفحة فيها هي اسكان العشائر في الفترة ما بين عامي 1691-1696 ان حركة اسكان الاقوام المتنقلة احد العناصر الاساسية في المجتمع العثماني بشكل توطين في الخرائب والاراضي المهجورة بعد الاضطرابات الاجتماعية لاعمار تلك الارضي واعادتها للاستثمار الزراعي . ان كتاب اسكان العشائر في عهد الامبراطورية العثمانية كتاب يبحث في سياسة الاسكان التي اتبعتها تادولة العثمانية في الاناضول وفي شمال وغرب سورية خاصة في حلب الرقة حران اورفة اضنه حماه حمص اسباب هذا الاسكان وماهيته والعشائر التي تم اسكانها ولماذا اختيرت هذه العشائر بالذات واسلوب الاسكان والوسائل التي اتبعتها الدولة في تنفيذ وتطبيق الاسكان الذي وجدت نفسها بحاجة ملحة الى تطبيقه لوضع حد للاضرار الفادحة التي كانت تلحقها الاقوام المتنقلة بالاهالي المقيمين اثناء تنقل هذه الاقوام بين المراعي والمشاتي ذهابا وايابا ولوضع نهاية للمشاكل الدائمة بين الحضر والعشائر المتنقلة الناجمة عن نظام حياة هذه العشائر القائم على الترحال والتنقل الدائم . ولتقوية العنصر الحضري المقيم وتمكينه من المحافظة على اراضيه المزروعة وعلى حيواناته والدفاع عنها ضد عصابات الاشقياء وتفتيت وتشتيت واضعاف العنصر المتنقل الذي الحق الاضرار بالزرع .وللحيلولة دون انضمام هذه العشائر الى الاشقياء ساروجه وسكبان الذين عجت بهم ارجاء الاناضول . كما يبحث الكتاب في الاصول المتبعة في توزيع الاراضي على المسكنين واختلاف التوزيع من موقع لاخر.ويبن ان اسكان العشائر كان بقصد معاقبتها ايضا اذ صار الاسكان شبه نفي الى اماكن جرداء قاحلة قليلة الماء ذات مناخ غير ملائم لتربية الحيوانات . ويتحدث عن العوامل النفسية والطبيعية التي ادت الى فرار المسكنين من اماكن اسكانهم هذه وتعقيب الدولة لهم ومعاقبتهم واعادتهم الى مواقع الاسكان المحددة التي صارت العشائر تعتبرها سجنا كبيرا مفتوحا ومنها منطقة الرقة اعتبرتها الدولة منفى وسجنا كبيرا للعشائر التي تقوم بحركات مناوئه للدولة اذ كانت تهدد الخارجين على القانون والنظام باسكانهم في الرقة. ويبحث في الادارة المشرفة على الاسكان وفي تشكيلات العشائر ونظام الادارة ونظام القضاء وفي فعالياتها الاقتصادية وفي الضرائب والرسوم . كذلك يتطرق الى مواضيع اخرى منها النفير العام سفربرلك ومحاولة الدولة الاستفادة من العشائر التركمان والاكراد في تجنيد الجند منهم كمصدر جديد من مصادر التجنيد لدعم الجيش المحارب في ساحات القتال في الغرب. ويبحث ايضا في الاقطاع والتغيير الذي حصل في ادارة الاراضي حيث كانت الاراضي الاميرية في حلب ودمشق ودياربكر وماردين واضنه وعنتاب يلتزمها الولاة والجباة والوجهاء. الكتاب تاريخي يتحدث عن امور جرت في حقبه يعود تاريخها الى اكثر من ثلاثمئة سنة لكنه اجتماعي في الوقت نفسه . والطريف الجدير بالملاحظه ان اغلب الاسكان الذي تم شمال سورية وغربها كان من داخل سورية فمعظم عشائر التركمان نقلت من اماكن ومواقع سورية اخرى اي ان العشائر التركمانية سورية قديمة اقدم من دخول العثمانيين الى سورية بمئات السنين منذ بدايات القرن الثالث عشر ولم تات مع العثمانيين في القرن السادس عشر ولم يات بها العثمانيون من الاناضول كما يظن البعض خطا هناك بعض العشائر التركمانية التي اتى بها العثمانيون لكن اغلب هذا البعض هرب ايام الحكم العثماني وعاد الى حيث اتى. فتركمان حلب وتركمان يني ال كانوا يخرجون للرعي صيفا في اراضي ارابكير جانيك ديفريكي بوزاوق جوروم اماسيا سيواس بينما كانوا يقضون الشتاء متنقلين في انحاء بلاد الشام. وتركمان بوز اولوس الشعب الاغبر كانوا يمضون الصيف في دياربكر وارضروم عند منابع الفرات وينزلون لقضاء الشتاء في البادية الممتدة من جنوب ماردين وحتى ديرالزور وتركمان سللورية كانوا يقضون الصيف في جبال لبنان وينزلون لقضاء الشتاء في واحة تدمر وهذا كله قبل العثمانيين وفي عهدهم ايضا. وثق المؤلف كتابه وذكر الوثائق والمصادر والمراجع التي اعتمد عليها .كذلك الكتاب مزود بثماني خرائط تبين مواقع الاسكان الذي تم في الفترة بين عامي 1691-1696 ميلادية.ابحاث ومواضيع الكتاب شيقة تعرفنا على بعض مالانعرفه وتزيل بعض الضباب والتشويش الذي يلف ويكتنف المعلومات المتوارثة شفويا عن العشائر واسكانها في سورية.
نشكر الاستاذ فاروق مصطفى على كل ما بذل من حهود جبارة على ترجمته الكتاب القيم وننتظر منه المزيد عن التركمان في سورية والعالم
وللاستاذ فاروق مصطفى اعمال قيد الانجازمثل
الاغوز التركمان تاريخهم تشكيلاتهم القبلية ملاحمهم للدكتور البروفسور فاروق سومسر
غريب رواية للكاتب يعقوب قدري
العمود الاوسط رواية للكاتب التركي يشار كمال.
حبيبتي استانبول مجموعة قصص قصيرة للكاتب التركي نديم كورسل.
مختارات من اشعار ناظم حكمت.
وللاستاذ فاروق مصطفى طبعت وصدرت له الاعمال التالية.
القميص الناري رواية للكاتبة خالدة اديب .
كيف ينقلب كرسي مجموعة قصص قصيرة للكاتب عزيز نيسين
اي حزب سيفوز مجموعة قصص قصيرة عزيز نسين
صراع العميان مجموعة قصص قصيرة عزيز نسين.
ثلاث مسرحيات ارجوازية للكاتب عزيز نسين .
الهارب للكاتب اورهان كمال
وكتب قيد الطبع هما
رجل اليوم للكاتب التركي خلدون طانر.
الاعمال المسرحية الكاملة للكاتب التركي الساخر عزيز نسين.
الكاتب الاستاذ فاروق مصطفى في السطور.
من مواليد مدينة حلب 1945 من قرية مهريبان ميرخان (سلوى) في اقصى شمال سورية التابعة لمنطقة جرابلس بحلب تركماني من عشيرة عريقة من عشيرة بكمشلي فخد الحاج علي تركماني درس الثانوية العامة من ثانوية جول جمال بالاذقية. ودرس اللغة التركية في مدرسة اللغات الاجنبية بكلية الاداب بجامعة استانبول. عمل مدرسا في اعداديات اللاذقية في اعوام 1965-1967 . درس في مدارس الجزائر العاصمة 1967-1968 عمل معلما وكيلا في قريته مهريبان ميرخان (سلوى)وفي حلب اعوام 1968-1971 . عين مديرا للسؤون الطلاب في جامعة حلب 1971 ,. متزوج له خمسة اولاد. يتقن اللغة التركية يجيد اللغة الانكليزية ويلم بالفرنسية والالمانية. نشرت له قصصه المترجمة في مجلتي الكفاح العربي والشراع اللبنانيتن وفي مجلة البيان الكويتية وفي صحيفة تشرين السورية وفي مجلات الاسبوع الادبي والموقف الادبي والاداب الاجنبية الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب يعمل في مجال الترجمة عن اللغة التركية منذ عام 1978 عضو اتحاد الكتاب العرب
|